إشارات قرآنية إلى القدس والمسجد الأقصى:
قبل بناء الأقصى أتى إبراهيم ـ عليه السلام ـ إلى القدس، وسجل القرآن ذلك في قول الله تعالى: (وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ) (الأنبياء:71).
ذكر القرطبي أن هذه الأرض وُصفت بالبركة من كثرة خصبها وثمارها وأنهارها، ولأنها معادن الأنبياء والبركة. وقال ابن عباس: لأن منها بعث الله أكثر الأنبياء. وهي أيضا كثيرة الخصب والنمو وعذبة الماء.
وعما سخره الله تعالى للنبي سليمان ـ عليه السلام ـ قال الله تعالى: (وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ). (الأنبياء: 81).
وفي قول الله تعالى: (فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) النمل - 8 .
قال الآلوسي في تفسيره: "استظهر من عموم (مَنْ حَوْلَها) في الآية كل مَنْ في ذلك الوادي وحواليه مِن أرض الشام المَوْسُومَةِ بالبركات؛ لكونها مبعث الأنبياء ـ عليهم السلام." (6/456).
وقال تعالى في سياق الحديث عن بني إسرائيل: (وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ). البقرة- 58.
ونقل العوفي عن ابن عباس في قول الله تعالى: (وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِي وَأَيَّامًا آمِنِينَ) سبأ - 18: القرى التي باركنا حولها: بيت المقدس.