الآثار والمعالم الإسلامية في القدس
قبل أن يدخل المسلمون القدس، تحدث القرآن عنها على أنها أرض مقدسة طاهرة، ومبارك مسجدها وما حوله، وبهذا كان للمسلمين رصيد في المدينة المباركة حتى قبل دخولها، ومع توالي الزمن شيدت اليد المسلمة في القدس من المعالم ما يعد آية في الفن والجمال، وعلامة على رقي الذوق، والاهتمام بدور العبادة ودور العلم.
وقد أخذت القدس طابعها الإسلامي من خلال هذا العدد الكبير من المعالم التي بناها المسلمون فيها، والآثار التي تركتها الأجيال المتتالية منهم، وعلى رأس ذلك مسجد قبة الصخرة العظيم، والمسجد الأقصى، والجامع العمري، وجامع باب حطة، وجامع كرسي سليمان، وجامع المغاربة، وجامع بني حسن، وجامع قمبر، وجامع حارة النصارى، وجامع زاوية الهنود، وجامع الزاوية النقشبندية . ومن المعالم الإسلامية الكبرى في المدينة: سور القدس بأبوابه التاريخية، والمدرسة الصلاحية، والمدرسة الجاولية، والمدرسة الجوهرية، والمدرسة الخاتونية، والمدرسة النحوية، والزاوية البسطامية، والزاوية القادرية..إلخ.
وعبق التاريخ المقدسي الإسلامي يتبدى بذلك واضحًا في شتى الاتجاهات ومختلف الأنشطة، ما بين دور للعبادة والتنسك (المساجد والزوايا)، ودور لطلب العلم (المدارس)، وصروح عسكرية (سور القدس وأبوابه)، والمقابر.
وقد جمعت هذه الآثار بين الجمال والقوة، فأبواب القدس تبدو كمعارض أثرية مفتوحة على الدنيا بمنظرها الأخاذ، ولها من القوة والشموخ ما تحكيه لعيون الناظرين.