تونس - لمحة تاريخية
كانت تونس في العصور القديمة جزء من امبراطورية قرطاج، وقد بنى الفنيقيون مدينة قرطاج في عام 814 ق.م في موقع يقع شمال شرق مدينة تونس الحديثة . ومع مرور القرون اصبحت قرطاج مركزاً لامبراطورية حكمت شمال افريقيا حتى جزيرة صقلية اشتبكت قرطاج في العام 264 ق.م مع الامبراطورية الرومانية في سلسسلة من الحروب الدموية، وقد استطاعت روما ان تهزم قرطاج في العام 146 ق.م وان تدمر المدينة. وبذلك اصبحت ما يعرف بتونس اليوم جزء من مقاطعة افريقية تابعة لروما من القرن الثاني قبل الميلاد حتى القرن الخامس بعد الميلاد ثم احتلها البيزنطيون وطردوا الرومان منها عام 533 م، وقد اوقع البيزنطييون في سكان تونس مذبحة قتلوا فيها خمسة ملايين افريقي خلال الفترة من سنة 533م-560م بدأ فتح المسلمين لبلاد تونس في عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه،وقد فتح القائد عبد الله بن ابي السرح جزء من بلاد تونس
بعد معركة العبادلة عام 27هـ -617م وفي عهد الخليفة معاوية بن أبي سفيان فتحت سوسة وبنزرت وجلولا من بلاد تونس وكان ذلك عام 45هـ-665م وقد أكمل القائد عقبة بن نافع فتح تونس جميعها واجلى البيزنطيين عنها ودخل اهل البلاد جميعهم في الاسلام سنة 50هـ-670م وأسس مدينة القيروان في العام نفسه، ثم استولى المسلمون على مدينة قرطاج عام 76هـ-695م في عام 183هـ- 799م تأسست دولة برئاسة ابراهيم بن الاغلب الذي انشأ مدينة العباسية واتخذها عاصمة له حتى عام298هـ-909م حيث قام عبيد الله المهدي بتأسيس الدولة الفاطمية في المهدية احتل الصقليّون بقيادة قائدهم روجر الثاني لفترة بسيطة بعض المواقع الساحلية المهمة في أواخر القرن الثاني عشر الميلادي ثم ما لبث المسلمون ان اعادوا فتح تلك المناطق وطردوا الغزاة، ثم ضعفت قوة المسلمين هناك حيث قام القراصنة بقيادة بربروسا الثاني باحتلال مدينة تونس والذي ما لبث ان طرد من قبل القوات الاسبانية في الاعوام اللاحقة . ولم يلبث الاسبان طويلا في تونس حتى جاءت جيوش الخلافة العثمانية في عام 1574م وطردت الاسبان من تونس واستولت عليها، وقد تمتعت تونس بفترة استقرار تحت الحكم العثماني من عام 1574م-1881م وفي عام 1705م استقل الباي حسين بن علي وهو من أصل تركي في البلاد، أما الباي محمد الصادق فقد استدان من فرنسا مبلغا كبيرا من المال ، ولم يمض وقت طويل حتى عجز عن وفاء الديون مما أفسح المجال للحكومة الفرنسية للتدخل في شئون تونس احتل الفرنسييون تونس عام 1299هـ-1881م ودخلوها من جهة الجزائر بدعوى أن قبيلة تونسية اعتدت على بعض المواقع الفرنسية في الجزائر وقد وقعت معارك واسعة بين الطرفين انتهت بتوقيع اتفاقية بين الطرفين لتصبح تونس محمية فرنسية لكن الشعب التونسي أبى أن يقبل الاحتلال، فقامت ثورات متعددة في الجنوب، ودمر الفرنسيون سفاقس تدميرا تاما، ولكن الثورة لم تهدأ، بل اشتعلت في القيروان، وواجهها الفرنسيون بقسوة شديدة ثم ظهرت حركات وطنية تطالب باستقلال البلاد ولكن بالطرق السلمية، وكان أول زعماء هذه الحركة (علي باشا) ، وقد قامت حركته بمظاهرات ما لبثت أن تحولت الى اشتباكات دموية عام 1911م بسبب تصدي الفرنسيين بشدة لها، وقضت فرنسا على هذه الحركة ومن الحركات التونسية الأخرى الحزب الدستوري بقيادة عبد العزيز الثعالبي والذي فر من البلاد بعد مقاومة شديدة للفرنسيين، ثم تشكل الحزب الدستوري الجديد بقيادة الحبيب بورقيبه واستمرت الثورة بين سلمية حينا ومسلحة أحيانا حتى الحرب العالمية الثانية، وقد اجبرت فرنسا بورقيبه على اللجوء الى القاهرة في العام1945م، وقد عاد بورقيبه الى تونس عام 1949م ، وقد استمرت المقاومة للمحتل حتى وقّع المحتل وثيقة تعترف بحقوق التونسيين في الاستقلال والحرية في 20 آذار 1956م وفي 12 تشرين ثاني 1956 دخلت تونس الامم المتحدة. وفي 25 تموز 1975 انتخب بورقيبه كأول رئيس لتونس، وقد دخلت تونس الجامعة العربية في تشرين اول 1958م وبقي بورقيبه على سدة الحكم حتى قام رئيس وزرائه زين العابدين بن علي واستولى على الحكم في شهر تشرين الثاني 1987م ولا زال رئيسا للبلاد حتى اليوم