جزر القمر - لمحة تاريخية
سكن تجار الملايو جزر القمر قبل القرن السادس بعد الميلاد، ثم هاجر اليها العرب والافريقان وكانت الجزر ولمئات السنوات مركزاً لنقل العبيد والبهارات وقي القرن الاول الهجري دخل الاسلام الى الجزر عن طريق التجارة والدعاة العرب المسلمين من اليمن وحضرموت واتسع انتشاره في اوئل القرن الثاني الهجري-الثامن الميلادي وفي الجزر الاربع قال بعض المؤرخين : ان نزول المسلمين في هذه الجزر صادف ليلة مقمرة مضاءة بأنوار القمر الفضية الجميلة، فسموها جزر القمر ثم يذكر المؤرخون ان العرب هم الذين اكتشفوا جزر القمر وسموها بهذا الاسم ولم يكن للجزر اسم آخر غير هذا الاسم وقد انتشر الاسلام حتى شمل جميع جزر القمر واستقرت الشريعة الاسلامية فيها وتألفت حكومات اسلامية دامت من يوم بدء دخول الاسلام الى هذه الجزر، الا انها بعد ذلك ضعفت ووهنت ودخل الاستعمار الفرنسي اليها ونتيجة للتنافس الفرنسي البريطاني على السيطرة على الطريق المؤدي الى الهند بدأت انجلترا وفرنسا باستعمار الجزر الواقعة في المحيط الهندي، فقد أرسل حاكم جزيرة لاربينيو الفرنسي باخرة الى جزيرة مايوت بقيادة الكابتن بامسو منتهزاً فرصة وجود خلافات عائلية في الاسرة الحاكمة في القمر ليتصل بحاكمها اندريان سولي عام 1256هـ1840م وفي عام 1257هـ-1841م وقع الطرفان معاهدة يتخلى بموجبها سولي عن الجزيرة لفرنسا ثار اهل البلاد وخاصة سلطان جزيرة هنزوان الذي كان سولي حاكما تابعاً له، وبالتالي لم يكن يملك حق تقرير مصير الجزيرة المُولّى عليها ولعلاقة السلطان الطيبة مع انجلترا فقد طلب تدخلها لدى حكومة باريس احتجاجا على ذلك الا ان الوساطة الانجليزية لم تثمر، وهكذا اصبحت مايوت جزيرة فرنسية اعتباراً من عام 1259هـ-1843م ثم حاول الفرنسيون اجبار السلطانة فاطمة سلطانة جزيرة (موالي) ان تقبل الحماية الفرنسية لكن السلطانة رفضت مراراً مساعي فرنسا ولجأت الى سلطان زنجبار لمساعدتها. وعندما فشلت المساعي الفرنسية السياسية ضربت سفن الاسطول الفرنسي الجزيرة الصغيرة مرتين في عام 1284هـ-1867م، وفي عام 1289هـ الموافق 1871م بحجة حماية مصالح فرنسي يمتلك مزارع قصب في الجزيرة وبحجة الخوف من النفوذ الالماني في جزيرة القمر الكبرى- بعد احتلال المانيا لتنجانيقا اعلنت فرنسا الحماية على الجزر الثلاث القمرالكبرى وهنزوان وموالي 1886م وقد مهد لهذا التوسع عالم نبات فرنسي يسمى لينون همليوت الذي استطاع استغلال مساحات واسعة لصالح الشركة الاستعمارية الفرنسية التي أسسها والتي تحولت بعد ذلك الى اتحاد شركات كانت لها السيطرة والاحتكار على الحياة الاقتصادية في مجالات متعددة حتى دانت لهذه الشركات ملكية ما يقرب من 75% من المساحات المزروعة في الاقليم كان آخر احداث المقاومة صراع السلطان سيد علي سلطان جزيرة القمر الكبرى مع الفرنسيين، والذي انتهى بنفي السلطان خارج الجزر وكان ذلك عام 1309هـ-1891م ومات منفياً في جزيرة مدغشقر وفي عام 1912م اعلنت فرنسا جزر القمر مستعمرة فرنسية، وقد استولت بريطانيا على جزر القمر ابان الحرب العالمية الثانية واستخدمتها قاعدة للسفن الحربية في المحيط الهندي، ثم عادت الجزر الى فرنسا بعد انتهاء الحرب، وان كانت الادارة الفرنسية وموظفيها ظلوا في الجزر خلال هذه المرحلة من تاريخ الاقليم وبعد ضغط من الاهالي وثورات اعطت فرنسا حكماً ذاتياً لسكان جزر القمر عام 1961م، وفي عام 1968م وقعت اشتباكات مع القوات الفرنسية خصوصاً مع الطلاب، واسس اول حزب سياسي وطني في البلاد، ثم تشكلت العديد من الاحزاب، وبعضها طالب بالاستقلال عن فرنسا مباشرة، وبعضها فضّل التروي في ذلك حتى ان حزبا في مايوت عارض الاستقلال وحدثت قلاقل كثيرة واضطرابات بين اعوام 1971م-1973م، حتى تم اجراء استفتاء في كانون اول 1974م صوت فيه 94.6% في الجزر الثلاث لصالح الاستقلال بينما صوت حوالي 64% من الاصوات في مايوت ضد الاستقلال وفي 6 تموز 1975م اعلن احمد عبد الله زعيم احد الاحزاب الرئيسية في الجزر أعلن استقلال جزر القمر عن فرنسا وفي 7 تموز 1975م انتخب احمد عبد الله رئيساً للدولة، وفي الثامن عشر من تموز 1975م قبلت جزر القمر عضواً في منظمة الوحدة الافريقية، الان جزيرة مايوت اختارت ان تبقى تحت الحكم الفرنسي المباشر ولم ترغب في الانضمام الى البلاد الام ، ولها نائب في البرلمان الفرنسي ويحكمها حاكم فرنسي جوبه احمد عبد الله بمعارضة من علي صوليح وهو زعيم احد الاحزاب المعارضة، الذي خلع احمد عبد الله ونصّب نفسه مكانه في 3 آب عام 1975م، وبقي كذلك حتى قيام انقلاب في الثالث عشر من أيار 1978م واعادة احمد عبد الله رئيسا للبلاد بمساعدة المرتزقة البيض بقيادة الفرنسي بوب دينارد، لكن وجودهم في الجزر جوبه بمعارضة شديدة من الدول المجاروة، حتى ان وزير خارجية جزر القمر طرد من اجتماع قمة منظمة الوحدة الافريقية في الخرطوم في تموز 1978م، الا ان الجزر اعيدت عضواً في المنظمة في شباط من عام 1979م كانت هناك معارضة لاحمد عبد الله من داخل حزبه وخارجه، وفي 27 تشرين ثاني 1989م قام انقلاب عسكري على الرئيس احمد عبد الله وقتله افراد من قوات الجيش، وحكم البلاد بعده سعيد محمد جوهر، الا ان السيطرة كانت لدينارد الذي غادر الجزر في كانون اول عام 1989م وفي اذار 1990 جرت انتخابات وفاز سعيد محمد جوهر فيها وحصل على 55.1% من الاصوات الا ان المرتزقة بقيادة دينارد خلعوه من الرئاسة بانقلاب جرى في ايلول 1995م مما دعا فرنسا للتدخل واعتقال دينارد في بداية تشريرن الاول ، وفي آذار مارس عام 1996م تم انتخاب محمد تقي عبد الكريم رئيساً للبلاد.
السبت 22 نوفمبر 2008 - 12:16
