موريتانيا - لمحة تاريخية
وجدت آثار في شمال موريتانيا تدل على ان الانسان عاش في هذه المنطقة منذ العصر الحجري،ثم سكنها البدو البربر والذين كانوا يتاجرون مع مملكة غانا وحين وصل القائد المسلم عقبة بن نافع الفهري ، وهو يفتح بلاد الشمال الافريقي حين وصل في فتوحه الى شواطئ المحيط الاطلسي سنة 50هـ/ 670م،اندفعت بعض كتائبه المظفرة الى الجنوب حيث بلاد السوس ومشارف موريتانيا. وكان ذلك اول اتصال يجري بين العرب والبربرمن سكان هذه المنطقة الاصليين، وكانت بداية اعتناق معظم أهلها الوثنيين للاسلام الحنيف . وأشهر قبائل تلك البلاد من البربر انذاك (لمتونة، مسوفة، جدالة)، وكل هذه القبائل تنتمي الى قبيلة منهاجة الكبرى اعظم القبائل البربرية عدداً وسلطاناً، ومن الجدير بالذكر انه منذ الفتنة التي ثارت ضد الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه بدأ الناس يتسربون الى الشمال الافريقي ومنه نزل المهاجرون من الجزيرة العربية الذين وصلوا تلك البلاد الى موريتانيا، ومنذ ذلك الحين بدأ اتصال اهل البلاد بعقيدة الاسلام السمحة ثم توسع انتشار الاسلام فيها على يد اتباع دولة المرابطين في منتصف القرن الرابع الهجري منتصف القرن العاشر الميلادي حيث دخل الاسلام الى موريتانيا بقيادة الامير يحيى بن ابراهيم الجدالي وجماعات لمتونة البربرالمنحدرين من قبائل منهاجة حيث نشروا الرباطات وهي قواعد للجهاد وللدراسة وللعبادة ومن أشهر ملوك المرابطين يوسف بن تاشفين الذي حكم من عام 448هـ-498هـ الموافق عام 1056-1106م الذي استجاب لنداء العلماء فرحل من موريتانيا وبنى مدينة مراكش واتخذها عاصمة له سنة 454-1062م وفتح فاس وفي عام 541هـ-1146م قامت دولة الموحدين التي خلفت دولة المرابطين في السلطة ومن أشهر سلاطينها (عبد المؤمن) وولده ابو يعقوب يوسف بن عبد المؤمن بعد سقوط دولة الموحدين عادت موريتانيا من جديد تحت امرة بقايا الزعماء من سلالة المرابطين، على ان موجات من الهجرة أخذت تتوافد على بلاد شنقيط (موريتانيا) ابان القرنين الثامن والتاسع الهجريين ، الرابع والخامس عشر الميلاديين وجُلها كان من مصر(الحسانيون) حتى ان قبيلة مصرية تدعى (بني معقل) استطاعت ان تبسط نفوذها على البلاد في العام 1674م تؤيدها القبائل العربية وخاصة تلك التي وفدت من ليبيا مثل :العروسيين والعجيلات واليعقوبيين وأخذت القبائل العربية والبربر في المخالطة والمصاهرة وحرص ابناء المرابطين واحفادهم على الحفاظ على اللغة العربية والتحدث بها في عام 1903م بدأ التدخل الاستعماري الفرنسي في موريتانيا، حيث تحركت القوات الفرنسية شمال نهر السنغال لتعلن موريتانيا محمية فرنسية، وقد لقي الفرنسييون مقاومة عنيفة في جميع المناطق الشرقية والشمالية، واحتل الفرنسييون المناطق الجنوبية المطلة على نهر السنغال حيث قاتلهم أهل منطقة (تكانت) في معركة سد الفيل-استشهد في المعركة الامير بكار وكان عمره آنذاك فوق التسعين كذلك من المعارك الاخرى التي وقعت بين الطرفين المعركة التي قتل فيهاالكولونيل الفرنسي (كابولاني) في مدينة تيجيكجة عام 1323هـ-1905م وانتصر فيها الجيش الموريتاني بقيادة بطل مسلم مشهور اسمه سيدي ولد مولاي الزين وبعد اعلان موريتانيا مستعمرة فرنسية اشتدت المقاومة الموريتانية وقد وقعت عدة معارك منها معركة شهيرة وقعت عام 1346هـ-1927م في موقع ام التونسي يبعد نحو 40كم شمال نواكشوط وانتصر فيها الموريتانييون على الفرنسيين وابادوا الجيش جميعه، وكان الجيش الموريتاني بقيادة الشيخ محمد المأمون والشيخ وجاها وفي عام 1352هـ-1933م وقعت معركة اخرى في شمال موريتانيا كانت تجسد آخر جيوب المقاومة المنظمة من قبل الوطنيين للاستعمار الفرنسي. الا ان المقاومة لم تنته بهذه المعركة، بل بقيت جيوبها حتى الخمسينات وخروج الاستعمار في مطلع الستينات وقد أُعلنت جمهورية موريتانيا الاسلامية في 28 تشرين ثاني 1958م تحت الاستعمار الفرنسي، ونالت استقلالها بالكامل في 28 تشرين ثاني 1960، وانضمت الى الامم المتحدة عام 1961م، وفي نفس السنة انتخب مختار ولد داده رئيساً للبلاد، ثم أعيد انتخابه في الاعوام 1966م و1971م و1976 م في عام 1976م احتلت موريتانيا الجزء الجنوبي من الصحراء الغربية وبدأ النزاع مع الصحراويين من جهة بوليساريو. في 10 تموز من عام 1978م حدث انقلاب على ولد داده ليعين ولد مالك رئيسا، ثم انقلاب آخر في الثالث من حزيران 1979م ليعين محمد ولد لولي، وفي نفس السنة انسحبت موريتانيا من الصحراء الغربية . ثم حدث تغيير آخر في الحكم في بداية كانون ثاني 1980م حيث اعلن رئيس الوزراء اللواء محمد ولد هيد له عن نفسه رئيسا للبلاد وفي 12 كانون اول 1984 حدث انقلاب آخر ليصل اللواء معاوية ولد سيدي احمد الحبيب ولد طايع الى الحكم وقد انتخب عام 1993م ثم اعيد انتخابه عام 1997م في عام 1984م حدث توتر بين موريتانيا والسنغال وصل ذروته عام 1989م حيث حدثت احداث دامية ومذابح في كل من موريتانيا والسنغال اعقبتها هجرة متبادلة حيث هاجر حوالي 100.000موريتاني من السنغال وحوالي 125.000 سنغالي من موريتانيا.
السبت 22 نوفمبر 2008 - 12:22
