التاجر نسيم الجرجاوي: التجارة فنّ في التعامل

الأزمة المالية العالمية وحجم كيس الطحين!
التاجر نسيم الجرجاوي: التجارة فنّ في التعامل، وعلى التاجر أن يعرف أسرارها
تقرير: أحمد محمد خليل

نقلا عن موقع : http://akhbarna.com/arabic/index.php?action=detail&id=680

في إحدى جولاتنا الميدانية في السوق البلدي في بئر السبع، استوقفتني صورةٌ لم أرها سابقاً، وهي أكياس من الطحين مرتبة فوق بعضها البعض بحجمٍ صغير بجانب أكياسٍ من الحجم العادي لأكياس الطحين، وهو الموضوع الذي شكّل لديّ محوراً للقاء أحد التجار من أصحاب المحلات في سوق مدينة بئر السبع.
تركنا لضيفنا الكريم نسيم الجرجاوي صاحب محلات 'المجد' للتجارة العامة أن يعرفنا عن نفسه فقال:

'أنا نسيم الجرجاوي من سكان قرية شقيب السلام من مواليد العام 1973م. درست المرحلة الابتدائية في مدرسة العزازمة الابتدائية في وادي النعم وكان مديرها يومذاك الأستاذ إبراهيم أبو جريبيع، ومن المدرسين الذين أذكرهم المعلمة فاطمة أبو شريفة وهي من أوائل المعلمات البدويات في منطقة النقب، والأستاذ سليمان الخرومي رحمه الله. تعلمت في هذه المدرسة إلى الصف السادس الابتدائي ثم انتقلتُ إلى مدرسة شقيب السلام الإعدادية إلى الصف التاسع وأكملتُ دراستي الثانوية في مدرسة تل السبع الثانوية'.

ماذا عملت بعد تخرجك من الثانوية؟

كنت أعمل مع أبي في إدارة المحل الذي أقامه في السوق البلدي في بئر السبع، وكنتُ أساعده في البيع لمدة عامين، ثم التحقت بكلية 'كي' وتعلمت فيها مدة ثلاث سنوات وبعدها مارست مهنة التعليم لمدة عامين فقط مابين العام 1994م – 1996م فقط، واخترت أن أعمل في التجارة فعدت إلى مزاولة عملي مع والدي، ومنذ العام 1998م أدير هذا المحل بمساعدة اثنين من العمال.

هل تعتقد أن هناك أسرار في مهنة التجارة لنجاح أي محل؟

نعم، وبكل تأكيد هناك أسرار لا بد للتاجر أن يعرفها ويطلّع عليها من أجل نجاح عمله، وهناك أيضاً مواصفات يجب أن تتوفر في التاجر الناجح، أهمّها الصدق والأمانة وحسن معاملة الزبائن، واللباقة في الحديث والتعامل، إضافةً إلى معرفة التاجر ومتابعته لحركة السوق والسلع.

التجارة أمانة، فماذا تعني لك هذه الكلمة كتاجر؟

هذه الكلمة صغيرةٌ في حجمها ولكنها تحمل الكثير من المعاني العظيمة، فهي من أهم أسرار نجاح العمل التجاري، وهي البوصلة التي تجعل الناس يأتون إليك لشراء حاجياتهم، وهي التي ترفع أسهمك عند الله سبحانه وتعالى وتفتح أمامك أبواب الرزق والعمل المثمر، والأمانة هي أن تصدق مع جميع الناس سواءً كانوا من زبائنك أو من غيرهم.

بالنظر إلى الوضع الاقتصادي العالمي والمحلي فهل تعتقد أن المحلات التجارية تأثرت بهذه الأزمة؟

يشهد الاقتصاد العالمي تراجعاً لم يسبق له مثيل دون الخوض في أسباب هذا التراجع، وهذا التخبط الاقتصادي على أكثر من صعيد، لأن هذه الحالة تنذر بأزمة خانقة سيكون لها تأثير كبير على كل المجتمعات والدول وسيتأثر بها كل إنسان في هذا العالم، وربما سيتفاوت ميزان هذا التأثر بين أناس وآخرين أو بين دولة وأخرى، لكننا نحن كتجار وأصحاب محلات سنكون من أول المتأثرين بهذه الأزمة، وكثير من المحلات باتت على أبواب الإفلاس وهو ما يعني إغلاقها. هذا التخبط بين الارتفاع المفاجئ في أسعار السلع وهبوطه وبين التخبط في قيمة الدولار هو الذي شكّل الملامح الأولى لهذه الأزمة ناهيك عن ارتفاع أسعار البترول إلى معدلات لم يسبق لها مثيل.

هذا الضعف الاقتصادي جعل كثير من الناس يُحجمون عن الشراء إلا للحاجيات الأساسية وأنت كما ترى وللمرة الأولى تجد نصف كيس الطحين! صار الناس يختصرون حتى في هذا المجال وهو الخبز، الذي يشكِّل عصب الحياة لدى الناس جميعاً.

أعتقد أن هناك أيدٍ خفية تتحكم في هذا الاقتصاد العالمي وهي التي تتلاعب بمقدرات الشعوب والأمم لخلق جو من البلبلة والركود الاقتصادي.

هل وجود المحلات المتشابهة القريبة من بعضها يؤثر سلباً أم إيجاباً؟

أعتقد أن ذلك سيكون له تأثير إيجابي لأنه سيوجِد جوّاً من التنافس الشريف بين التجار من حيث توفير كل ما يحتاجه الناس في حياتهم اليومية وبأقل الأسعار خصوصاً في مثل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر فيها الناس، وقد يكون هذا الأمر أيضاً سبباً في التعاون بين التجار وليس العكس، من حيث التبادل التجاري، وهو ما يوفر الوقت والجهد، وكل هذا يعود إلى طبيعة الإنسان نفسه خصوصاً وأننا نؤمن أن الرزق مُقدَّر من الله سبحانه وتعالى، وأنا شخصياً كان وجود مثل هذه المحلات دافعاً لي لتطوير محلي.

كلمة توجهها لقراء صحيفة 'أخبار النقب'..

أوجّه شكري وتقديري للقائمين على هذه الصحيفة لما يبذلونه من جهد من نشر الوعي ومتابعة أخبار أهلنا في منطقة النقب الحبيب، وأوجه تحياتي لجميع قراء الصحيفة وأطلب منهم دعمها بكل الأشكال لتبقى قوية ومعطاءة.