العراق – التاريخ
تعتبر حضارة ما بين النهرين اقدم حضارة في التاريخ، وقد عرف العراق منذ القدم، وقامت عليه حضارات عديدة اقدمها لسامرية والتي ظهرت في الالف الرابع قبل الميلاد وانتهت في الالف الثالث قبل الميلاد، وحكم البلاد بعدها البابليون الأشوريون، وفي سنة 539 ق.م احتل البلاد الفرس، وبقيت في ايديهم حتى احتلال الاسكندر العظيم المقدوني عام 331 ق.م لها، و مكث الاغريق بعد موت الاسكندر حوالي 200 سنة في العراق، ثم وقعت البلاد تحت حكم الفرس الساسانيين حتى الفتح الاسلامي وقد تم الفتح الاسلامي في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه في سنة 12 هـ/633م، حين فتح القائد خالد بن الوليد بلدة عين التمر القريبة من الانبار، وفي السنة نفسها تم تأسيس مدينتي البصرة والكوفة التي بناها سعد بن ابي وقاص حين كان والياً على العراق، واتخذها الامام علي بن ابي طالب رضي الله عنه عاصمة له عام 36هـ/656م، اما البصرة فقد أسسها الصحابي عتبة بن غزوان المازني وكان والياً عليها وفي عام 40هـ/660م أغتيل الامام علي بن ابي طالب اثناء صلاة الفجر في مسجد الكوفة . وفي عام 61هـ/680م قتل الامام الحسين بن علي رضي الله عنهما في معركة كربلاء وقتل معه عدد كبير من بني هاشم في يوم عاشوراء وتأسست الدولة العباسية عام 133هـ/750م، بعد سقوط الدولة الاموية، واتخذت الكوفة عاصمة للخلافة العباسية، وفي عام 145هـ/762م أسس العباسيون مدينة بغداد -دار السلام- واتخذوها عاصمة جديدة لهم، وفي عام 656هـ/1258 سقطت بغداد في يد هولاكو المغولي الذي دمرها وقتل آخر خليفة عباسي فيها، وهو (المستعصم) ودمر مكتبتها العظيمة، وفي سنة 1410م دخلت البلاد تحت حكم سلالة تركمانية، اعقبتها سلالة اخرى استمر نفوذها حتى سنة 1508م، وعندئذ اصبح العراق جزءاً من الدولة الصفوية الفارسية، واستمر هذا الحال حتى الفتح العثماني عام 1534م في عهد السلطان سليمان القانوني وفي القرن السابع عشر بدأت الاطماع البريطانية في العراق على شكل مصالح تجارية ثم تحولت الى مطامع استعمارية انتهت باحتلال بريطانيا للعراق في الحرب العالمية الاولى، وكانت بريطانيا قد وضعت جيوشها في البحرين استعداداً لغزو العراق عندما تنضم تركيا الى المانيا، وما كادت تركيا تعلن الحرب على بريطانيا حتى بدأت القوات البريطانية باحتلال البصرة (تشرين الثاني 1914م) وواصلت تقدمها دون مقاومة وانفتح الطريق امامها الى بغداد، الا ان الجيش التركي الذي كان يتهيأ هاجمها وحاصرها خمسة اشهر حتى اضطرت الى التسليم سنة 1916م، فأرسلت بريطانيا قوة كبيرة نجحت في تقدمها وزحفها الى الشمال واستسلمت الجبهة العراقية للقوات البريطانية يوم 19 نيسان 1916م واحتلوا بغداد عام 1917م ثم الموصل، وانسحب الاتراك من العراق بعد ان وقعت تركيا هدنة مودروس في 20 تشرين الاول سنة 1918م، ومما ساعد الانجليز على النجاح في احتلال العراق تخلي العراقيين عن الاتراك وعدم تقديم اية مساعدة لهم اثناء الحرب، بعد الوعود التي اطلقتها بريطانيا بحصول العرب بعد الحرب على الاستقلال وبعد ان ظهرت نوايا الانجليز الحقيقية، اعلن الشعب العراقي الثورة على الانجليز، واول من اعلنت الثورة قبائل الرميثة في حوض الفرات الادنى، وامتدت الثورة الى المناطق الاخرى ولما يئس الانجليز من اخماد الثورة، اقترحوا اقامة حكومة مؤقتة برئاسة احد اعيان العراق لفترة يوضع فيها حل مناسب، وبالفعل فقد الفت حكومة وطنية من وزراء عراقيين برئاسة عبد الرحمن الكيلاني، ثم درست بريطانيا الوضع جيداً، فرأت ان من الافضل تنصيب ملك على البلاد، فاختير الملك فيصل بن الحسين بن علي، واحتفل بتتويجه ملكاً على العراق في 23 آب سنة 1921م
واستمرت بريطانيا في سياستها القمعية في العراق، وعرضت معاهدة في 30 نيسان سنة 1923م لم تحقق شيئاً من مطالب البلاد، اذ ابقت لنفسها بموجبها السيطرة التامة، فرفضتها وزارة الكيالي واستقالت الوزارة، الا ان بريطانيا ارغمت الحكومة والملك على قبولها مؤقتاً، ونالت بريطانيا فيها امتيازات بترول كركوك، وفيها تقرر الانتداب بصورة شرعية على العراق الا ان بريطانيا تعهدت بدراسة احوال البلاد في فترة مدتها اربع سوات، وعند انتهاء الفترة الاولى سنة 1928م، ذهب الملك فيصل ورئيس وزرائه جعفر العسكري الى لندن للمفاوضة ، وطالب بالغاء الانتداب، فوعدته بريطانيا بتحقيق ذلك في نهاية الفترة الثانية بدأت المفاوضات بين الحكومة العراقية وانجلترا في ربيع سنة 1930م، واسفرت عن عقد معاهدة جديدة في 30 حزيران، اعترفت
فيها بريطانيا باستقلال العراق استقلالاً تاماً، ونقلت المسؤليات الى ملك العراق، مع احتفاظها بقاعدتين جويتين في الحبانية والشعبية بالقرب من البصرة، وان تضع العراق مواصلاتها تحت تصرف بريطانيا في حالة الحرب، وان تشرف بريطانيا على تأسيس الجيش العراقي، والغي الانتداب رسمياً في 3 تشرين اول 1933م ودخلت العراق في عصبة الامم المتحدة، ومات الملك فيصل في الثامن من ايلول سنة 1933م في سويسرا، ودفن في بغداد وارتقى الى العرش ابنه غازي الاول، وفي عهده حدث انقلاب عسكري تزعمه بكر صدقي في 29 تشرين اول سنة 1936م، حيث هاجم العاصمة بالجنود والطائرات فسقطت وزارة ياسين باشا الهاشمي، وتألفت الوزارة برئاسة حكمت سليمان، ولكن عهد الوزارة لم يدم طويلاً، اذ اغتيل بكر صدقي. وفي 4 نيسان سنة 1939م مات الملك غازي في حادث سيارة، ونودي بالملك فيصل الثاني ملكاً على العراق وهو في الرابعة من عمره، وبموجب الدستور تولى الوصاية عليه خاله عبد الاله، وعندما بلغ السن القانوني نّصب ملكاً، على العراق، وفي 14 شباط 1958م اعلن عن قيام الاتحاد العربي بين العراق والاردن على ان يكون رئيسه ملك العراق، وينوب عنه أثناء غيابه ملك الاردن، ولكن لم يستمر الاتحاد طويلاً، ففي 14 تموز 1958م، قام انقلاب دموي بقيادة عبد الكريم قاسم اودى بحياة الملك والكثيرين غيره وبعد خروج الانجليز من الكويت في تموز 1960م، ادعت العراق ان الكويت جزء من العراق، مما أدى الى دخول القوات البريطانية الى الكويت بدعوة من حاكم الكويت، وطلبت الامم المتحدة من العراق الانسحاب من الكويت، كذلك حدثت ثورة كردية في الشمال استمرت حتى عام 1970م،عندها منح العراق المقاطعات الكردية حكماً ذاتياً في 8 شباط 1963م حدث انقلاب بقيادة مجموعة من الضباط معظمهم من حزب البعث واعدم عبد الكريم قاسم في اليوم التالي، وتولى الحكم عبد السلام عارف، وفي نيسان 1966م قتل عبد السلام عارف في حادث تحطم طائرة، وخلفه اخوه عبد الرحمن عارف وعند اندلاع حرب الايام الستة في حزيران من عام 1967م، شاركت العراق بالحرب على الجبهة الاردنية، واعلنت الحرب على اسرائيل، واوقفت مد الغرب بالنفط العراقي وفي تموز 1968م ابعدت حكومة الرئيس عارف واستلم الحكم احمد حسن البكر، وفي حرب تشرين اول (اكتوبر) 1973م امدت العراق جارتها سوريا بالقوات والعتاد لتقف في وجه إسرائيل وفي بداية 1974م اندلع قتال عنيف في شمال العراق بين قوات الحكومة والاكراد بقيادة مصطفى البرزاني الذي تلقى دعماً عسكرياً كبيراً من شاه ايران وفي تموز 1979م تولى الحكم صدام حسين خلفاً للرئيس البكر، ثم بدأ التوتر بين العراق والحكومة الثورية في ايران بعد خلع الشاه، وفي ايلول 1980م اندلع القتال بين الدولتين، واحتلت القوات العراقية التي لاقت دعماً عربياً عسكرياً كبيراً مقاطعة خوزستان، وفي حزيران 1981م قامت الطائرات الاسرائيلية بتدمير المفاعل النووي العراقي بالقرب من بغداد، وفي بداية عام 1982م استعادت ايران المناطق التي احتلها العراق بعد قتال عنيف، واستمرت الحرب حتى آب 1988م حيث اتفق الطرفان على وقف اطلاق النار وفي سنة 1990م نشبت خلافات بين العراق وجارتها الكويت حول مسائل مثل الحدود والنفط، واجتاحت القوات العراقية الكويت واحتلته في 2 آب 1990م، وقد فرضت الامم المتحدة حصاراً اقتصادياً على العراق، وامهلته حتى 15كانون ثاني 1991م لينسحب من الكويت بدون شروط، وعندما رفض العراق الانسحاب من الكويت، بدأ تحالف دولي من 30 دولة بقيادة الولايات المتحدة الامريكية بهجوم شرس من الجو على اهداف في العراق والكويت ثم بهجوم بري على الكويت، مما دفع العراق الى الانسحاب من الكويت خلال ستة اسابيع، وقتل في هذه الحرب (حرب الخليج الثانية) عشرات الالاف من العراقيين، ودمرت قدرة العراق النووية والكيماوية، ثم قام العراق باخماد ثورة الاكراد في الشمال، والشيعة في الجنوب، مما أدى الى نزوح مئات الالاف من اللاجئين الاكراد الى تركيا وايران، ولا زالت الامم المتحدة تفرض حصاراً اقتصادياً على العراق، وقد مات جراء نقص الادوية وسوء التغذية حوالي مليون وربع طفل وامرأة عراقية منذ فرض الحصار