المغرب - لمحة تاريخية
السكان الاصليون القدماء للمغرب هم البربر، وقد تعرضت البلاد لعدة هجمات من اقوام متعددة على مر القرون ففي القرن الثاني عشر قبل الميلاد أنشأ الفنيقيون عدة محطات تجارية على سواحل شمال افريقيا . ثم استولى القرطاجيون على هذه المحطات ووسعوا امبراطوريتهم وعندما سقطت قرطاج بايدي الرومان وقع ساحل البحر الابيض المتوسط تحت حكم الرومان لحوالي ستمائة عام . وفي عام 533 م وقعت المغرب تحت حكم البيزنطيين وفي عام 63هـ - 682م وفي عهد الخليفة الاموي يزيد بن معاوية قام القائد المسلم عقبة ابن نافع بفتح بلاد المغرب حتى بلغ شواطئ المحيط الاطلسي واستشهد عقبة في معركة ضد البربر في عام 64هـ- 683م . ثم في عام 69هـ - 688م وفي عهد الخليفة الاموي عبد الملك بن مروان تمكن زهير بن قيس قائد الجيش الذي ارسله الخليفة من القضاء على ثورة البربر وقتل زعيمها كسيلة واستسلم البربر الذين اسلموا وحسن اسلامهم ودانوا بالولاء لاول مرة في تاريخهم للامويين ثم للعباسيين في عام 172هـ - 788م أقام ادريس بن عبد الله دولة الادارسة في المغرب التي استمرت حتى عام 364هـ-974م وفي عام 193هـ 808م قام ادريس الثاني بانشاء مدينة فاس واتخذها عاصمة له وبين الأعوام 921م -922م قام الفاطميون الذين اسسوا دولتهم في تونس بمهاجمة المغرب واحتلاله وفي عام 448هـ- 1056م زالت دولة الادارسة وتوزعت بين الامويين في الاندلس والفاطميين في المهدية(تونس) . وفي العام نفسه قام يحيى بن ابراهيم الجدالي بتأسيس دولة المرابطين وهو من قبيلة لمتونة احدى قبائل صنهاجة من سلالة البربر المسلمين ودامت هذه الدولة حتى عام 1147م وكان اشهر ملوك المرابطين يوسف بن تاشفين الذي اسس مدينة مراكش واتخذها عاصمة له، ومن اهم اعماله انجاد ملوك الطوائف من المسلمين في الاندلس حيث هزم المسيحيين في معركة الزلاقة الشهيرة في عام 479هـ الموافق 1068م في عام 501هـ - 1107م قام محمد ابن تومرت بتأسيس دولة الموحدين وأدخل الآذان باللغة البربرية، وقد دارت حروب بين المرابطين والموحدين . ثم قام الموحدون باستئناف القتال ضد المسيحيين في الاندلس، ودام حكمهم حتى عام 596هـ -1199م و في عهد الموحدين نبغ الفيلسوف العربي المسلم ابن رشد في عام 823هـ -1320م بدأ سقوط معظم بلدان الساحل المغربي في ايدي البرتغاليين ومنها اسفى وطنجة وسبتة كما احتل الاسبان مليله وفي عام 917هـ - 1511م قامت دولة السعديين التي أسسها محمد الشيخ المهدي واتخذ مدينة فاس عاصمة له، ومن أشهر ملوكها احمد بن محمد المنصور الذي حكم من عام 986 هـ - 1578م حتى عام 1012هـ -1603 . وقد خاض معركة اسمها معركة الملوك الثلاثة أو معركة وادي المخازن بسبب اشتراك ملك اسبانيا وملك البرتغال فيها ضد ملك المسلمين وانتهت المعركة بقتل ملك البرتغال ( دون اسبستيان) وفرار ملك اسبانيا امام المسلمين وفي عام 1072هـ - 1661م قامت الاميرة كاترينا البرتغالية بتقديم ثغر طنجة المسلمة هدية وصداقاً لزوجها شارل الثاني ملك انجلترا وفي عام 1075هـ - 1664م تم استرداد جميع المدن الساحلية في المغرب من المسيحيين الاسبان والبرتغال والانجليز وفي نفس السنة سيطر بنو فلال الحسنيون على مقاليد الامور في البلاد ولا يزال حكمهم حتى الآن وفي عام 1325هـ- 1907م احتلت فرنسا وجدة و الدار البيضاء، ثم دخلت القوات الفرنسية فاس ومكناس والرباط سنة 1911م كما اسرعت اسبانيا الى احتلال منطقة الريف بناء على اتفاق مسبق مع فرنسا، وهكذا قسمت المغرب الى ثلاثة اقسام . وبدأ جهاد اهل المغرب في نيسان 1912م في مدينة فاس، ثم عمت الثورة بقية البلاد واحتل الثوار مدينة مراكش، واتصل الفرنسيون بالسلطان عبد الحفيظ والذي كان قد وقّع معاهدة الحماية مع فرنسا ليوقف الثورة، وهددوه بالخلع ان لم يفعل ذلك، فأصر السلطان على موقفه، وغادر عاصمته الى الرباط حيث تنازل عن العرش وترك البلاد نهائياً في آب 1912م وتولى الحكم بعده اخوه مولاي يوسف 1912-1927م وهو والد السلطان محمد الخامس ثم تشكل الحزب الوطني بزعامة علال الفاسي وحزب الحركة القومية بزعامة الحسن الوزاني وطالبوا السلطات الفرنسية بالغاء الحماية واستقلال البلاد، وأيد السلطان محمد الخامس هذه الحركة، ولكن السلطات الفرنسية قبضت على الزعماء ونكلت بهم سنة 1936م وفي عام 1339هـ - 1921م ثار الامير عبد الكريم الخطابي بطل الريف وطرد الاسبان خارج البلاد، ثم حارب فرنسا وكاد أن يحرر مدينة فاس لولا ان فرنسا واسبانيا تحالفتا ضده وحاربتاه معاً مما اضطره الى الاستسلام في عام 1345هجري الموافق1926م حيث قاموا بنفيه الى جزيرة ريو نيون قرب مدغشقر، ثم لجأ الى القاهرة حيث امضى بقية حياته فيها وفي عام 1375هـ - 1956م تمت اعادة مدينة طنجة الى المغرب بعد ان كانت موضوعة تحت الادارة الدولية منذ عام 1341هـ - 1923م واستغل المغاربة ظروف الحرب العالمية الثانية، فشكلوا حزباً جديداً ضم جميع الاحزاب باسم حزب الاستقلال سنة 1944م بزعامة علال الفاسي، وقد شجع السلطان محمد الخامس هذا الحزب، لذلك رأت فرنسا ابعاد السلطان، وفي صيف سنة 1953م، نفت فرنسا السلطان الى كورسيكا هو وعائلته ثم الى مدغشقر ونصبت مكانه محمد ابن عرفة وهو عم السلطان محمد الخامس، فاشتعلت الثورات في كل مكان ضد المستعمرين والفوا جيش التحرير المراكشي، فلم يجد الفرنسيون بداً من الاستجابة لارادة الشعب بارجاع السلطان محمد الخامس الى عرشه في 16 تشرين ثاني 1955م، الذي قاد المفاوضات التي انتهت في الثاني من آذار عام 1956م باعتراف فرنسا باستقلال مراكش، ثم زار مدريد فنال اعتراف اسبانيا يوم 5 نيسان باستقلال الريف وضمه الى مراكش وفي 1 تشرين اول 1958م اصبحت مراكش عضواَ في جامعة الدول العربية وفي سنة 1961م خلف الملك الحسن الثاني والده السلطان محمد الخامس واسس الملكية الوارثية وفي عام 1976 غادرت القوات الاسبانية منطقة الصحراء الغربية، واعطت ثلثيها للمغرب والثلث الجنوبي الغني بالفوسفات لموريتانيا، وتكونت في الصحراء جبهة البوليساريو التي تريد استقلال الصحراء الغربية، وانسحبت موريتانيا من القتال عام 1979م وبقيت المغرب تقاتل الجبهة وتحمي مناطق الفوسفات من هجماتهم، وبوساطة الامم المتحدة توصل الطرفان في عام 1991م الى وقف لاطلاق النار ليتم بعدها اجراء استفتاء حول الحكم الذاتي في الصحراء
السبت 22 نوفمبر 2008 - 12:13
